معظمنا لا يحتاج للتفكير مرتين في هذا السؤال، فنحن نعلم أن حياتنا وتفكيرنا تمركزا بالكامل في المخدّرات بشكل أو بآخر في الحصول عليها وتعاطيها وإيجاد الطرق والوسائل للحصول على المزيد، فقد عشنا لنتعاطى وتعاطينا لنعيش. بمنتهى البساطة المدمن هو رجل أو إمرأة تسيطر المخدّرات على حياته، فنحن أناس في قبضة مرض مستمر ومتفاقم نهاياته دائماً لا تتغير: السجون أو المصحات أو الموت.
برنامج زمالة المدمنين المجهولين هو زمالة أو جمعية لا تهدف إلى الربح وتتكون من رجال ونساء أصبحت المخدرات مشكلة رئيسية بالنسبة لهم فنحن مدمنون نتعافى ونجتمع معاً بانتظام لنساعد بعضنا البعض كي نبقى ممتنعين. إنه برنامج للامتناع التام عن كافة أنواع المخدرات وعضويته لا تتطلب إلا شيئاً واحداً وهو الرغبة في الامتناع عن التعاطي، نقترح عليك أن تكون متفتحاً ذهنياً وتعطي نفسك فرصة، برنامجنا عبارة عن مجموعة من المبادئ مكتوبة ببساطة شديدة ونستطيع إتباعها فى حياتنا اليومية وأهم ما يميزها هوأنها ناجحة. لا توجد قيود على زمالة المدمنين المجهولين فنحن غير منتسبين لأية منظمات أخرى وليس لنا أية رسوم إشتراك أو مستحقات ولا نوقع تعهدات ولا نقدم وعوداً لأي شخص ولا صلة لنا بأية جهة سياسية أو دينية أو بأجهزة تطبيق القانون ولا نخضع للمراقبة إطلاقاً. يستطيع أي شخص أن ينضم لنا بغض النظر عن عمره أو جنسه أو هويته الجنسية أو عقيدته أو ديانته أوإفتقاره إلى الدين. لا تهمنا نوعية أو كمية المخدرات التي كنت تتعاطاها أو بمن كانت صلاتك أو بما فعلته في الماضي أو بمدى غناك أو فقرك لكننا نهتم فقط بما تريد أن تفعله بشأن مشكلتك وكيف نستطيع مساعدتك فالعضو الجديد هو أهم شخص فى أي اجتماع لأننا نستطيع الاحتفاظ بما لدينا فقط بتقديمه للآخرين، لقد تعلمنا من خبرات مجموعتنا أن الذين يواظبون على المجئ إلى اجتماعاتنا بانتظام يظلون ممتنعين.
قبل المجئ إلى زمالة المدمنين المجهولين لم يكن باستطاعتنا تسييرأمور حياتنا ولم يكن باستطاعتنا الاستمتاع بالحياة كالآخرين، كنا بحاجة إلى شيء مختلف واعتقدنا أننا قد وجدناه في المخدرات. وضعنا تعاطيها فوق مصلحة عائلاتنا وزوجاتنا وأزواجنا وأطفالنا. كنا مُصرين على الحصول على المخدرات بأي ثمن وتسببنا في أذىً عظيم لكثير من الناس ولكننا آذينا أنفسنا أكثر من أي شخص آخر، وبعدم قدرتنا على تقبل مسؤولياتنا الشخصية كنا في الواقع نخلق المشاكل لأنفسنا وبدا أننا غير قادرين على مواجهة الحياة بشروطها. أدرك معظمنا أننا بإدماننا كنا ننتحر ببطء ولكن الإدمان عدو ماكر للحياة لدرجة أننا فقدنا القوة على فعل أي شئ حياله. انتهى الأمر بالكثير منا إلى السجن أو طلب العلاج من خلال الطب والدين والعلاج النفسي ولكن أياً من هذه الطرق لم تكن كافية لمساعدتنا فقد كان مرضنا دائماً يطفو إلى السطح مرة أخرى أو يستمر في التفاقم حتى اليأس- طلبنا المساعدة من بعضنا البعض في زمالة المدمنين المجهولين. بعد المجئ إلى زمالة المدمنين المجهولين أدركنا أنّنا مرضى وأن مرضنا ليس له علاج معروف لكنه مع ذلك يمكن محاصرته عند حدٍ ما وعندئذ يكون التعافي ممكناً